خطبة عن عاشوراء
خطبة جمعة عن عاشوراء العاشر من محرم
خطبة عن عاشوراء دروس وعبر
خطبة جمعة مكتوبة عن يوم عاشوراء
كلمة قصيرة عن يوم عاشوراء
خطبة وقفات مع يوم عاشوراء
فضل يوم عاشوراء
خطبة جمعة خطبة عن صيام يوم عاشوراء
خطبة الجمعة حول يوم عاشوراء
خطبة بعنوان يوم عاشوراء
خطبة يوم عاشوراء ملتقى الخطباء
خطبة الجمعة عن فضائل يوم عاشوراء
خطب محرم مكتوبة
خطبة قصيرة عن شهر محرم
خطبة عن عاشوراء والزكاة
خطبة الجمعة شهر الله المحرم وفضل صيام عاشوراء
خطبة عن شهر الله المحرم وعاشوراء ملتقى الخطباء
خطبة عن عاشوراء دروس وعبر مكتوبة قصيرة 1444
مقدمة خطبة عن فضل صيام يوم عاشوراء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله، عباد الله، إن ليوم عاشوراء خصوصية في ديننا الإسلامي الحنيف، فهو يوم قد اختاره الله جل، وعلا بحكمته وتقديره ليكون يوم نجاة نبيه موسى من فرعون، وقد حثنا النبي صلوات ربي وسلامه عليه على أن نصومه، إذ ورد عنه في صحيح مسلم أنه: “سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية”.
خطبة عن عاشوراء دروس وعبر مكتوبة قصيرة 1444
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء:
أيها المسلمون: العاقل هو مَن يَعتبر بسُنن الكون ويستفيد من أحداثه خصوصاً تلك الأحداث العظيمة والمواقف الكبيرة التي تُغيّر مجرى التاريخ، وها نحن مقبلون على يوم عظيم من تلك الأيام؛ يوم من أيام الله الخالدة التي ينبغي الوقوف معها وأخذ العبر منها.
إنه يوم عاشوراء، وما أدراكم ما يوم عاشوراء؟ يوم نجَّى الله فيه نبيه وكليمه موسى -عليه الصلاة والسلام- من أعظم الطغاة في الأرض في مشهد مليء بالدروس والعبر.
وقد أراد فرعون أن يبطش بموسى ومن معه؛ فلحق بهم في جيش عظيم حتى أدركهم قرب البحر حتى ظن قوم موسى أن فرعون قد أدركهم، وأنه لا سبيل لهم في النجاة؛ (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)[الشعراء:61-68].
هنا أهلك الله الطاغية فرعون وقومه، ونجَّى الله موسى وقومه، فكان هذا اليوم أعظم أيام بني إسرائيل، وهو من أيام الله الخالدة التي أبقى الله فضله إلى قيام الساعة.
وفي هذا اليوم دروس وأحكام وعبر نقف مع شيء منها لنستفيد من أحداثها وعِبَرها:
فمن هذه الدروس: ارتباط هذه الأمة بالأنبياء السابقين، وقد قال -عليه الصلاة السلام- مبيناً هذا الارتباط بين هذه الأمة والأنبياء السابقين، وأنها أحق بالأنبياء من أقوامهم الذين كذّبوهم؛ فقال لليهود وهو يتحدث عن عاشوراء: “نحن أولى بموسى منكم”، وشواهد هذا في الكتاب والسنة كثيرة.
ومن دروس عاشوراء: التذكير بنصر الدين وأهله مهما بلغ ضعفهم المادي، ومهما بلغت قوة الباطل وأهله؛ فقد بلغت قوة فرعون وأتباعه المادية ما لا يطيقه موسى ومن معه من المؤمنين؛ (قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ)[الزخرف:51-52]؛ ومع ذلك هزم فرعون وأتباعه شرّ هزيمة، وكان هلاكهم عبرة للتاريخ؛ فلا تخف -أيها المبارك- على ضياع الدين؛ لأن له ربًّا ينصره، ولكن اجعل لك دورًا في تحقيق هذا النصر؛ حسب استطاعتك.
ومن دروس عاشوراء أن فيه تذكيرًا للمسلمين بأن الذي أخذ فرعون مصر أخذ عزيز مقتدر قادر على أخذ غيره من الطغاة بلمح البصر، لكنَّ تأخيره ذلك لحكمة هو أعلم بها -سبحانه وتعالى-، ونحن نعلم أنه كلما كان طغيان الظلمة أكثر كانت عقوبتهم أشد وأكبر.
ومن دروس عاشوراء: أن الله يجعل لهلاك الطغاة أسبابًا لا تخطر لهم على بال، ولهذا لم يخطر على بال فرعون فضلاً عن غيره أن يكون هلاكه على يد مَن تربى في بيته.
ومن دروس عاشوراء: أن النصر الذي يفرح به أتباع الأنبياء هو الذي يخدم دينهم ويعزه (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ)[الروم:4-5].
ومن دروس عاشوراء: أن الله سلط على المخالفين لهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- أنفسهم؛ فجعلوا يضربونها في هذا اليوم كأنه عقاب لهم؛ لتركهم هديه -عليه الصلاة والسلام-؛ فكان عقابهم بأيديهم عبرةً لكل معتبر، وآية لكل صاحب عقل سليم؛ فأين المتفكرين والمعتبرين؟!
ومن دروس عاشوراء أن هذا الدين مبناه على الاتباع، فلا ابتداع حزن بدون دليل، ولا اتخاذه عيداً بدون دليل، إنما صيامه كما جاء الدليل عن الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
إنّ الحمد لله حمداً طيّباً مباركاً فيه، نحمده ونشكره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمّداً عبده ورسوله، اتقوا الله عباد الله، واتّبعوا سنّة نبيّكم-صلى الله عليه وسلّم- في صيام عاشوراء فقد ورد عن الصّحابي الجليل أبو قتادة الحاردث بن ربعي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “صِيامُ عَرَفةَ يُكفِّرُ السَّنةَ والتي تَليها، وصيامُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً”.[3] فما أعظمه من ثواب وما أعظمه من أجر صييام يومٍ واحد بذنوب سنةٍ كاملة، فقد فاز من سعى لمرضاة ربّه وقد خاب من عمل عملاً طالحاً، عباد الله ابتعدوا في هذا اليوم عن البدع ومُحدثات الأمور، ولا تتّبعوا ما أمر به الشّيطان بل اتّبعوا ما أمر به الرّحمن، واتّبعوا هدي نبيّكم فأفضل الكلام كلام الله وأفضل الهدي هدي الني صلى الله عليه وسلّم، جعلنا الله وإيّاكم ممّن يسمعون القول فيتّبعون أحسنه، والحمد لله ربّ العالمين.