الرسام الجزائري محمد راسم الذي يعد من أوائل الرسامين في الجزائر وتخصص في المنمنمات.
ولد محمد راسم في 24 يونيو/حزيران من عام 1869 في حي القصبة بالعاصمة الجزائرية لأسرة عريقة في مجال الفن.
تقول موسوعة متحف الفن الحديث والعالم العربي إنه أكمل في عام 1910 تعليمه في مدرسة تابعة للإستعمار الفرنسي خاصة بالتعليم المهني، ثم عمل رساما في مكتب الرسم التابع لمديرية الفنون الأهلية الذي كان يشرف عليه بروسبر ريكارد، مفتش التعليم الفني والمهني في الجزائر حينذاك، والذي لاحظ أعمال راسم الفريدة.
كما أوضح الفنان نفسه قائلا: “إنه منذ الرابعة عشر من عمري، قضيت جزءا من أيامي في الاستنساخ وتصميم نقوش السجاد، والمطرزات العربية، والزخارف على النحاس، والمنحوتات الخشبية”.
وفي ذلك المكتب اكتشف راسم المنمنمات الفارسية.
لقد عرض محمد راسم أعماله في صالون جمعية الفنانين الجزائريين والمستشرقين في عام 1923، وحصل في نفس العام على منحة من بلدية الجزائر العاصمة وعلى وسام جمعية الرسامين المستشرقين الفرنسيين في باريس. بحسب موسوعة متحف الفن الحديث والعالم العربي.
أمضى محمد راسم بعد ذلك 8 سنوات في باريس بين عامي 1924 و 1932 حيث أكمل تزيين صفحات كتاب ألف ليلة وليلة في 12 مجلدا بتكليف من الناشر هنري بيازا.
كان راسم أول جزائري يفوز بالجائزة الفنية الجزائرية الكبرى في عام 1933، كما عيّن مدرسا في أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الجزائرية، حيث أسس مدرسة المنمنمات.
المنمنمات
كان اهتمام محمد راسم قد انصب بشكل كبير على فن المنمنمات الذي ساهم بقدر كبير في ذيوع صيته.
وقام راسم بدمج تقنيات الرسم التقليدية الفارسية والمغولية، وقد اتسمت الأعمال التي قام بها بالدقة وبالشاعرية.
وتوقف عن رسم المنمنمات في ١٩٥٥ بسبب مشاكل في الرؤية.
المقاومة الفنية
اقتنع محمد راسم أن المقاومة يمكن كذلك خوضها على الجبهة الفنية حيث حاول جاهدا أن تحمل إبداعاته علامات العظمة والفخر كما كانت عليه حال الجزائر قبل الحقبة الاستعمارية وكما كان يريدها بعد استعادة استقلالها.
وبعد حصول الجزائر على استقلالها في العام 1962، جرى تعيينه مستشارا لوزير الثقافة.
لقد عرضت أعماله في كافة أنحاء العالم، في باريس والقاهرة وروما وبوخارست وستوكهولم وكوبنهاغن وتونس والجزائر، والقسم الأكبر من مجموعة الفنان الشخصية محفوظ الآن في متحف الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة.
في الفترة الأخيرة من مسيرته الفنية، قال محمد راسم في وصفه لأعماله أنه أراد ترسيخ ذاكرة الثقافة العربية التي كان الإستعمار الفرنسي يُحرفها بشكل متسارع.
واعتبر مؤرخ الفنون روجر بنجامين أن راسم كان يستخدم عمدا المنظور غير المثالي والمحوّر نسبيا من أجل تأكيد هويته المغاربية ومن أجل إعلاء تقليد المنمنمات على النماذج الأوروبية.
وتشهد لوحاته، في الوقت ذاته، كما يلاحظ روجر بنجامين، على فهمه الدقيق للإيماءات والأزياء المحلية.
وذلك بحسب موسوعة متحف الفن الحديث والعالم العربي.