قصة النصيحة ببعير من الامثال العالمية
نُرحب بِـكـم زوارنا الـكـرام فـي مـوقـع إجابة الطالب التعليمي، الموقع الموثوق بكادره المتخصص في حلول أسـئلـة الاختبارات والواجبات الـمـدرسـيـة أولا بأول، فتابعونا على مـوقـع studentsreply يـومـيـاً حتى تحققوا أفضل إستفادة ممكنة.
غايتنا الأولى هي يقوم موقعنا بالبحث والتدقيق عن الاجابات التي تريدونها
قصتنا اليوم هي مقتبسة من الامثال العالمية والتي نتمنى ان تنال اعجابكم
قصة النصيحة ببعير من الامثال العالمية
يحكى أن أحدهم ضاقت به السبل ، وقطعت به الطرق ، وسئم الحياة ، فقرر أن يهجر بلده وأهله ، ويهيم على وجهه ، وغادر أرضه حتى وصل أرض بعيدة بها رجل من الأجاويد رحب به وسألته عن غايته ، ولما علم بقصته عرض عليه أن يعمل في خدمته ؛ على أن يعطيه ما يرضيه ويمنحه مكانًا يأوي إليه ، فوافق الرجل وكان بالنهار يرعي الغنم والإبل ، وفي الليل يعد القهوة لمضيفه وزائريه
ودام الرجل على هذا الحال سنوات وسنوات ، وكان الشيخ الذي يعمل عنده برعي الغنم كريمًا جوادًا يعطيه كل فترة من الإبل والماشية ما يحميه من غدر الدهر وتقلباته ، ولكن تاقت نفس الرجل لرؤية أهله وأبنائه ، واشتاق لوطنه ، فأخبر الشيخ عن رغبته في الرحيل ، والعودة إلى بلاده
عز على الشيخ فراقه وهو الأمين الصادق ، ولكنه خضع لرغبته ، وأعطاه الكثير من المواشي والإبل ، وودعه داعيًا له بالخير والسلامة ، وبعد أن سار الرجل أيامًا طويلة في الصحراء القاحلة ، رأى شيخًا مسنًا جالسًا على وسط الصحراء الخاوية ، وليس عنده شيء سوى خيمته التي ضربها بجواره
وعندما وصل إليه سأله ماذا يفعل وحده في شمس الصحراء الحارقة ؟ فقال الرجل : أنا أعمل في التجارة ، فتعجب الأخر أي تجارة رائجة في هذا المكان الخالي ! وأين البضاعة التي يتاجر بها ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع النصائح للناس ، فتعجب الرجل أكثر وسأله عن ثمن النصيحة ؟ فرد الشيخ قائلًا : أبيع النصيحة ببعير
هنا أطرق الرجل مفكرًا في أمر تاجر النصائح الغريب ، وقرر أن يشترى منه نصيحة ، فأعطاه واحدًا من البعير ، وطلب نصيحته ، فقال الشيخ : إذا طلع سهيل لا تأمن للسيل ، فكر الرجل في النصيحة وقال : ما لي ولسيل في هذه الصحراء الخاوية ، واعتقد أن تلك النصيحة لن تنفعه بشيء ، فطلب غيرها مقابل بعيرًا أخر ، فنصحه الشيخ قائلًا : أبو عيون برق وأسنان فرق لا تأمن له
فقال الرجل في نفسه : ما هذا النصيحة ، وبما ستنفعني ، وقرر أن يشتري نصيحة ثالثة مهما كلفه الأمر من بعير ، وبالفعل باع له الشيخ نصيحته الثالثة حين قال له : نام على الندم ولا تنام على الدم ، ولم تكن النصيحة الثالثة أفضل من سابقيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وسارا عائدًا إلى أهله ومعه ما تبقى من مواشي وإبل
وفي يوم من الأيام بينما هو سائر رأى قوم قد ضربوا خيامهم ومضاربهم في وادٍ كبيٍر ، فذهب إليهم ليبيت ليلته ، وكان قد نسى نصائح الشيخ العجوز ، وبينما هو ساهرًا يتأمل النجوم شاهد نجم سهيل ، وحينما رآه تذكر نصيحة الشيخ ، فقام مذعورًا ، وأيقظ صاحب البيت يخبره بأمر نصيحة العجوز ، وطلب منه أن يرافقوه ويتركوا الوادي ، ولكن صاحب البيت سخر منه ولم يكترث لكلامه
فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع الوادي ، وقام ومع ماشيته وصعد على مكان مرتفع يبيت فيه يومه ، ولم يمض وقت قليل إلا وضرب السيل أرجاء الوادي فأغرق البيوت وما فيها من قوم ولم يبق إلا قلة من الماشية ، فأخذها الرجل مع ماشيته وارتحل ، وظل ماشيًا صوب وجهته حتى رأى بيتًا في الصحراء فطرق بابه ، ورحب به صاحب البيت ، وكان رجلًا نحيلًا خفيف الحركة أخذ يرحب فيه ويبالغ في الترحيب حتى شك الرجل في أمره
ولما أمعن النظر به وجده ذو عيون برق وأسنان فرق ، فقال في نفسه هذا ما نصحني الشيخ بالابتعاد عنه ، وفي الليل تظاهر بأنه يريد النوم بالقرب من مواشيه ، فأخذ مع فراشه وغطاءه ، ووضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكانًا قريبًا يرقب منه ما سيفعله صاحب البيت ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه نام ، جلب السيف وهوى به على اللحاف ظنًا منه أن الضيف راقد تحته ، ولكن حينها خرج الرجل من خباءه ، وقال : لقد اشتريت هذه النصيحة ببعير ثم هوى عليه فقتله