مناطق سجلت فيها أعلى درجات الحرارة في العالم

المكسيك
سجلت 80.8 درجة مئوية..
صحراء لوط الإيرانية تتربع على عرش أكثر المناطق حرارة

 

تقوم أكثر من 11 ألف محطة أرصاد تابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بقياس درجات حرارة الهواء في الظل بواسطة أجهزة يقع تركيزها على ارتفاع 1.5 متر فوق مستوى سطح الأرض.
دراسة علمية جديدة تعيد ترتيب الأماكن التي سجلت فيها أعلى درجات الحرارة على الإطلاق.
يزيح الترتيب الجديد منطقة وادي الموت (Death Valley) شرق ولاية كاليفورنيا الأميركية من رأس القائمة، بعد أن أظهر الباحثون أن درجة الحرارة الفعلية في الصحاري يمكن أن تكون أعلى بكثير مما تم تسجيله سابقا.
وادي الموت يفقد عرشه في ترتيب المناطق الأكثر حرارة في العالم (بيكساباي)

 

من العزيزية إلى وادي الموت

 

تقوم أكثر من 11 ألف محطة أرصاد تابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وموزعة على مناطق مختلفة من العالم، بقياس درجات حرارة الهواء في الظل بواسطة أجهزة يقع تركيزها على ارتفاع 1.5 متر فوق مستوى سطح الأرض.
وقد مكنت سجلات قياس الحرارة المتوفرة على مدى يزيد على قرن من تحديد الأماكن التي شهدت حرارة استثنائية، سواء في الارتفاع أو الانخفاض، لكن مساحات شاسعة من سطح الأرض، خاصة في المناطق النائية، تفتقر إلى هذه الأدوات؛ مما يجعلها خارج سجلات الأرقام القياسية.
وحسب المنظمة، فإن منطقة وادي الموت (شرق كاليفورنيا) كانت المكان الأكثر سخونة على هذا الكوكب منذ يوليو/تموز 1913، عندما سجل خبراء الأرصاد درجة حرارة غير مسبوقة بلغت 56.7 درجة مئوية.
ومن الطريف أنه تم عام 1922 في العزيزية (جنوب العاصمة الليبية طرابلس) تسجيل درجة حرارة أعلى من تلك التي شهدها وادي الموت؛ بلغت 58 درجة مئوية.
وظلت المنطقة في أعلى ترتيب المناطق التي سجلت فيها أعلى درجات حرارة على الإطلاق لمدة 6 عقود، قبل أن يتوصل خبراء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عام 2012 إلى أن القياس لم يكن دقيقا بسبب الأجهزة المستخدمة آنذاك.
11 ألف محطة أرصاد حول العالم تقيس حرارة الهواء وليس سطح الأرض (فليكر)
بعض الصحاري أسخن من وادي الموت

 

لكن في دراسة حديثة نُشرت في “بوليتين أوف ذا أميركان متيورولوجكال سوسايتي” (Bulletin of the American Meteorological Society) كشف فريق من الباحثين، بناء على بيانات الأقمار الصناعية بين عامي 2002 و2019، عن أن درجة الحرارة الفعلية للصحراء يمكن أن تكون أعلى بـ10 درجات مما تم تسجيله سابقا.
وحددوا، وفقا لتقرير نشره موقع “ساينس” (Science) العلمي، مكانين شهدا بالفعل درجات حرارة أعلى من تلك المسجلة في وادي الموت، وهما صحراء لوط (Lut Desert) الإيرانية، وصحراء سونوران (Sonoran Desert) المكسيكية، حيث سجلت الأولى درجة حرارة بلغت 80.8، وهي الأعلى على الإطلاق على سطح الأرض.
وأفاد الباحثون بأن صحراء لوط التي تكسو الصخور السوداء مناطق واسعة منها وتحاصر جبالها الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس الحارقة، أكثر سخونة من صحراء سونوران، مما يعني أن صحراء لوط تحمل تاج أعلى درجة حرارة سجلت حتى اليوم على سطح الأرض.
سطح الأرض يمتص كمية أكبر من الإشعاع الشمسي ويخزن كمية أكبر من الحرارة (فليكر)
قياس حرارة السطح بدل الهواء

 

لكن لماذا تتباين نتائج الدراسة الجديدة مع القياسات التي تم إجراؤها على مدى عقود طويلة؟
يعود سبب ذلك إلى استخدام طرق مختلفة في قياس الحرارة؛ فبدلا من قياس درجة حرارة الهواء، كما تفعل محطات الأرصاد التقليدية، قام الباحثون بقياس حرارة سطح الأرض الفعلية باستخدام بيانات قمرين صناعيين مجهزين بمقياس طيف التصوير متوسط الدقة (MODIS) لقياس درجة حرارة سطح الأرض، وجمع بيانات عن المحيطات والغلاف الجوي السفلي.
من المعروف أن قياس درجة حرارة الهواء ودرجة حرارة سطح الأرض يؤدي إلى نتائج مختلفة، كما تشير هذه الدراسة.
ولمعرفة مدى هذا الاختلاف يكفي أن تتخيل أنك على الشاطئ في يوم صيفي، سوف تشعر بأن الرمال تحت قدميك أكثر سخونة من الهواء المحيط بك؛ وذلك لأن سطح الأرض يمتص كمية أكبر من الإشعاع الشمسي ويخزن كمية أكبر من الحرارة.

صحراء سونوران تحتل الترتيب الثاني بين أسخن مناطق العالم (فليكر)

كما تؤثر مكونات المشهد الطبيعي وخصائصها في درجة الحرارة كذلك؛ فالصخور السوداء -على سبيل المثال- تمتص الحرارة أكثر من الرمال البيضاء.
ولئن كان الباحثون غير متأكدين مما إذا كان لتغير المناخ أي تأثير على درجات الحرارة المرتفعة في صحراء لوط وصحراء سونوران، فإنهم أشاروا إلى أن أعلى درجات الحرارة في المنطقتين سُجلت في السنوات الأخيرة فقط.
كما لاحظوا أن ارتفاع الحرارة في الصحراء المكسيكية تزامن مع ظاهرة “النينا” (La Niña)، وهي ظاهرة مناخية تكون خلالها درجات حرارة السطح أكثر برودة في وسط المحيط الهادئ، وتتميز بظروف أكثر جفافا.
Scroll to Top